| 0 التعليقات ]




في بداية حديثنا وقبل ان ابدأ في التفصيل أود ان استشهد بآيات من القرآن الكريم .

[ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ]-(56-الذاريات) فالحكمة من خلقنا هي عبادة الله عز وجل ولا نشرك به شيئا ، ولذا كان التوحيد والعقيدة الصحيحة المأخوذة من منبعها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هي الغاية لتحقيق هذه العبادة التي هي اساس الحياة واستمرارها قائم عليه وبفقدها يكون فسادها واختلالها وخرابها كما قال عز من قائل [ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ]-(22-الأنبياء) .




لماذا بعث الرسل عليهم الصلاة والسلام ؟
ونقول بما ان العقول لن تسطيع بأن تستقل بمعرفة تفصايل ذلك ، بعث الله رسله وانزل كتبه لايضاحه وبيانه وتفصيله للناس ، حتى يقوموا بعبادة الله على أسس واضحة ، فتتابع رسل الله عليهم الصلاة والسلام في التبليغ والتبيين للناس كما قال عز وجل [ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ ]-(24-فاطر) .




وكان محمد صلى الله عليه وسلم داعية الى توحيد الله واخلاص الدين له ، ونبذ الشرك كله كبيره وصغيره شأن جميع المرسلين ، وهو منطلق دعوتهم واساس رسالتهم وبعثتهم كما قال عز وجل [ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ]-(36-النحل) وكما قال تعالى [وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ]-(25-الأنبياء) . ونخلص الى نتيجة واضحة معلنة صريحة مفادها أن نوحد الله ولا نشرك به شيئا ، وهو الاساس التي ارتكزت عليه دعوة المرسلين عليهم الصلاة والسلام .




وقد يسأل سائل ولماذا تعددت الرسائل ؟
فنقول ان الدين واحد والعقيدة واحدة وانما حصل التنوع في الشرائع ، كما جاء عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم " الأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد " 




عقيدة الاسلام في التوحيد وبيان انواعه :
قال المغرضين المدلسين من النصارى الحاقدين بأنا نقسم الهنا ايضا الى ثلاث ! فهذا كذب واضح صريح فقد قال عز وجل [ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ]-(73-المائدة) .




ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: 
- توحيد ألوهية : إخلاص العبادة لله تعالى وحده لا شريك له.
ومن اشكال توحيد الألوهية :
إخلاص المحبة لله، فلا يتخذ العبد من دون الله ندا يحبه كما يحب الله.
> إفراد الله في الدعاء والتوكل والرجاء فيما لا يقدر عليه إلا الله.
> إفراد الله بالخوف منه، فلا يعتقد المؤمن أن بعض المخلوقات تضره بمشيئتها وقدرتها فيخاف منها فإن ذلك شرك بالله.
> إفراد الله بجميع أنواع العبادات البدنية مثل الصلاة والسجود والصوم، وجميع العبادات القولية مثل النذر والاستغفار.




- توحيد ربوبية : ومعناه الاعتراف والإقرار بأنّ الله تعالى هو الرب الخالق المدبر المتصرف وحده في هذا الكون. وبعبارة أخرى أن يعتقد المسلم تفرد الله بالخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، والملك، والتدبير، وسائر ما يختص به من أفعال، وقد كان هذا النوع من التوحيد واضحا بيناً حتى لدى قريش قبل الإسلام.




- توحيد أسماء وصفات : أن نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات، كما يليق بجلالة وعظمته ، فنحن نثبت لله تعالى الأسماء والصفات إثباتاً بلا تشبيه، وتنزيهاً بلا تعطيل. كما قال تعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾[الشورى:11]




وبعد هذا التفصيل لفكرة التوحيد التى جاء من اجلها الرسل عليهم الصلاة والسلام ، يتضح بجلاء للقارئ بأن لا إله الا الله وحده لا شريك له ، ولا يسع اي مغرض ان يحاول ان يفند ويتمنطق ويقول بغير هذا فما اسلفته لكم افاد الوحدانية التي تنفي الكثرة عن الله في الذّات والصّفات والأفعال ، أي لا توجد ذات مثل ذاته ، ولا صفات مثل صفاته ، ولا أفعال مثل أفعاله. وأيضا فذات الله ليس مكونة من أجزاء مركبة ، وكذا صفاته . فهذا يا اخوتي ما نحن نعتقد به واي منطق يحاول ان يحيد عن هذه الفكرة فلن يستطيع لذلك سبيلا فكلام الله واضح وبيانه واضح

0 التعليقات

إرسال تعليق